بريطانيا تعيد «القنادس» إلى الطبيعة بعد 400 عام من اختفائها

بريطانيا تعيد «القنادس» إلى الطبيعة بعد 400 عام من اختفائها
الهياكل التي تبنيها القنادس على مجاري المياه

أعلنت الحكومة البريطانية عن موافقتها على إعادة إدخال القنادس إلى البرية في إنجلترا تحت إشراف دقيق، بعد أن اختفت هذه الحيوانات من البلاد لعدة قرون.

وذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم السبت، أن الخبراء اعتبروا هذا القرار خطوة مهمة في تعزيز التنوع البيولوجي، إذ تساعد الهياكل التي تبنيها القنادس على مجاري المياه في إنشاء الأراضي الرطبة والحد من التآكل، ومع ذلك، أثار القرار مخاوف المزارعين بسبب احتمال تسبب سدود القنادس في فيضانات تهدد الأراضي الزراعية.

وحددت وزارة البيئة نهجًا جديدًا يتيح لهذه الحيوانات العودة إلى البرية في المناطق الطبيعية المحمية، وأكدت الوزارة في بيانها أن "هذه المبادرة تمثل جزءًا من الجهود الرئيسية للحفاظ على البيئة، مع ضمان التوازن بين حماية الطبيعة ومصالح المزارعين".

ووضعت الحكومة شروطًا صارمة لتنظيم عملية إعادة إدخال القندس الأوراسي، إذ تشترط حصول أي منظمة ترغب في تنفيذ المشروع على ترخيص خاص، إلى جانب الالتزام بمتابعة تمتد لعشر سنوات لضمان عدم حدوث تأثيرات سلبية على الزراعة وإنتاج الغذاء والبنية التحتية.

القنادس تعود بعد 400 عام

أكد مدير هيئة "ناتشرال إنغلند" المعنية بحماية البيئة، توني جونيبر، أهمية هذا القرار، مشيرًا إلى أن "غياب القنادس عن الطبيعة الإنجليزية دام 400 عام تقريبًا، وعودتها المخطط لها تمثل خطوة محورية نحو استعادة التوازن البيئي في إنجلترا".

بدورها، رحبت رويسين كامبل بالمر، من مؤسسة "بيفر تراست"، بهذا التطور، قائلة إن "هذه اللحظة التاريخية قد تسهم في معالجة بعض التحديات البيئية الرئيسية التي تواجهها البلاد".

وأضافت أن المملكة المتحدة "متأخرة كثيرًا عن بقية أوروبا في هذا المجال، حيث نجحت دول مثل فرنسا وبلجيكا وألمانيا وسويسرا وإسبانيا في دمج القنادس ضمن بيئاتها الطبيعية".

مخاوف المزارعين

أثار هذا المشروع مخاوف بعض المزارعين الذين عبروا عن قلقهم من تأثير القنادس على أراضيهم الزراعية، وأكد رئيس الاتحاد الوطني للمزارعين، توم برادشو، ضرورة منح المزارعين الحق في اتخاذ إجراءات حاسمة إذا تسببت القنادس في أضرار بيئية جسيمة.

وقال برادشو: "يجب السماح للمزارعين بالتدخل إذا انتهى الأمر بهذه الحيوانات في أماكن غير مناسبة".

وشملت خطة الحكومة تدابير صارمة لإدارة وجود القنادس، حيث أكدت أنه "في حال نشوء مشكلات بيئية، قد يتم اقتناص القنادس ونقلها إلى أماكن أخرى، أو اللجوء إلى إعدامها كخيار أخير".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية